الجمعة، 2 مارس 2012

تلوت الهواء
يتكون الغلاف الجوي للكرة الأرضية من خليط من عدة غازات أهمها غاز الأكسجين،  الدي يمتل %21، وغاز النتروجين، بنسبة %78 من وزن الهواء على الترتيب، بالإضافة إلى بعض الغازات الأخرى التي توجد بنسبة أقل، مثل غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يوجد في الهواء بنسبة  % 0.03 وبعض الغازات الخاملة الأخرى مثل: الهليوم، والنيون، والأرجون، والكريبتون،++++ التي توجد في الغلاف الجوي للأرض بنسب ضئيلة جدا.

وخليط الهواء بتركيبه السابق حيوي جدا بالنسبة لجميع الكائنات الحية، حيت شاءت حكمة الله سبحانه أن تقوم النباتات بتعويض هذا الفاقد من خلال عملية البناء الضوئي ، حيث يتفاعل الماء مع غاز ثاني أكسيد الكربون في وجود الطاقة الضوئية التي يمتصها النبات بواسطة مادة الكلوروفيل الخضراء. فلولا النباتات لما استطعنا أن نعيش بعد أن ينفد الأكسيجين في عمليات التنفس والاحتراق ، فتحتاج النباتات إلى كل من غازي ثاني أكسيد الكربون والنتروجين في صنع غذائها واستكمال نموها، بينما تحتاج كل الكائنات الحية بجميع أنواعها إلى غاز الأكسجين لأداء وظائفها الحيوية.
ويحتاج الإنسان العادي إلى قدر كبير من الهواء كل يوم، فهو يتنفس حوالي 22000 مرة في اليوم الواحد في حالة السكون، وتزيد مرات التنفس على ذلك كثيرا عند الحركة وبذل اﻟﻤﺠهود، أو عند ممارسة الألعاب الرياضية. ويحتاج الإنسان عادة إلى قدر من الهواء يصل إلى نحو 15000 لتر كل يوم، ويبلغ وزن هذا الهواء نحو ستة عشر كيلوجراما ، وهي كمية تفوق كل ما يستهلكه الإنسان من الماء والغذاء في اليوم الواحد.
تلوت الهواء:يعتبر الهواء ملوثا إذا حدث تغير كبير في تركيبه لسبب من الأسباب، أو إذا اختلط به بعض الشوائب أو الغازات الأخرى بقدر يضر بحياة الكائنات التي تستنشق هذا الهواء وتعيش عليه.ومن الممكن أن تكون هذه الملوثات في شكل جزيئات صلبة أو قطرات سائلة أو غازات، ويعتبر تلوث الهواء من أسوأ الملوثات التي يمكن ان تصيب الانسان.

 يمكن تصنيف الملوثات إلى ملوثات أولية وملوثات ثانوية. وعادة، ما تكون الملوثات الأولية هي المواد التي تصدر بشكل مباشر من إحدى العمليات، مثل الرماد المتناثر من ثورة أحد البراكين أو غاز أول أكسيد الكربون المنبعث من عوادم السيارات أو ثاني أكسيد الكربون المنبعث من مداخن المصانع. − أما الملوثات الثانوية فهي التي لا تنبعث في الهواء بشكل مباشر، وإنما تتكون هذه الملوثات في الهواء عندما تنشط الملوثات الأولية أو تتفاعل مع بعضها البعض. ومن الأمثلة المهمة على الملوثات الثانوية اقتراب الأوزون من سطح الأرض - والذي يمثل أحد الملوثات الثانوية العديدة التي تُكَوِّن الضباب الدخاني الكيميائي الضوئي. − ولكن يجب أن نضع في الاعتبار أيضًا أن بعض الملوثات قد تكون أولية وثانوية في الوقت نفسه، أي أنها تنبعث في الهواء بشكل مباشر وتكون ناتجة أيضًا عن بعض الملوثات الأولية الأخرى.
ومن بين اهم مسببات لتلوت الهواء الرئيسية الناتجة عن النشاط البشري:(أكسيد الكبريت) (SOx) وخاصة تاني اكسيد الكبريت SO2. ينبعث ثاني أكسيد الكبريت SO2 من البراكين والعمليات الصناعية المختلفة، وحيث ان الفحم والبترول يحتويان على مركبات الكبريت، فإن احتراقها ينتج عنه أكاسيد الكبريت. كما أن التأكسد الزائد لمادة ثاني أكسيد الكبريت SO2 والذي عادة ما يحدث في وجود مادة محفزة مثل ثاني أكسيد النيتروجين NO2، يعمل على تكوين حمض الكبريتيك H2SO4، ومن ثم تكوين الأمطار الحمضية;والتي تنتج من ذوبان الغازات الحمضية التي تتصاعد من مداخن المصانع في بخار ا لماء الموجود في الجو.تم هناك (أكسيد النيتروجين) (NOx) - وخاصة تاني اكسيد النتروجين حيث تنبعث هذه المواد من الاحتراق في درجة حرارة عالية. ويمكن رؤية هذا النوع من الغازات في شكل قباب من الضباب البني أو سحب ريشية الشكل تنتشر فوق المدن.  كما أنه يمثل أحد أنواع مركبات أكاسيد النيتروجين المتعددة. ويتميز هذا الغاز السام ذو اللون البني الضارب إلى الحمرة بأن له رائحة قوية ونفاذة. لذا، يعد ثاني أكسيد النيتروجين NO2 من أكثر ملوثات الهواء وضوحًا.
اول اكسيد الكربون غاز عديم اللون والرائحة ،يتكون عند احتراق أي مادة عضوية في الهواء، ولا يختلف في ذلك الخشب أو الورق عن الفحم أو زيت البترول.ولايسبب أي تهيج للكائن الذي يقوم باستنشاقه إلا أنه غاز سام للغاية.
لا يستطيع الإنسان الاستغناء عن الهواء إلا لدقائق معدودة وبالتالي يجب أن يكون الهواء نقيا صالحاً للتنفس ولا يحتوي على ملوثات من شأنها أن تسبب أضرارا بالصحة العامة وكافة أشكال الحياة والبيئة سواء على المدى القريب أو البعيد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق