الاثنين، 13 فبراير 2012

البيئة مفهومها ومكوناتها
البيئة هي مجموعة الظروف والعوامل الخارجية التي يعيش فيها الأنسان و الكائنات الحية، بكل ما يحيط بها من موجودات، فالهواء الذي يتنفسه الإنسان، واالماء الذي يشربه، والأرض التي يسكن عليها ويزرعها، وما يحيط به من كائنات حية أو من جماد، هي عناصر البيئة التي يعيش فيها، وهي الإطار الذي يمارس فيه حياته ونشاطاته اﻟﻤﺨتلفة. وأهم ما يميز البيئة الطبيعية هو ذلك التوازن الدقيق القائم  بين عناصرها اﻟﻤﺨتلفة، فلو أن ظروفا ما أدت إلى إحداث تغيير من نوع ما في إحدى هذه البيئات، فإنه بعد فترة قليلة قد يؤدي بعض الظروف الطبيعية الأخرى إلى تلاشي آثار هذا التغيير، ومن أمثلة ذلك: أن النار إذا دمرت جزءا من إحدى الغابات،  بعد عدة أعوام قليلة تعود هذه الأرض التي احترقت أشجارها إلى طبيعتها الأولى، فتنمو بها الحشائش والأعشاب،ثم سرعان ما تكتسي بالأشجار الباسقة مرة أخرى.
 ويرى العلماء أن هذا التوازن شيء حقيقي وقائم فعلا بين العناصر المكونة للبيئة، وهم يعبرون عنه باسم »النظام البيئي، وهو نظام متكامل يعيش فيه كل االمساهمين في توازن تام، ويعتمد كل منهم على الآخر في جزء من حياته واحتياجاته، ويقوم كل منهم بمهمته في هذا النظام خير قيام.


  ويتكون النظام البيئي من أربعة عناصر رئيسة هي:
عناصر الإنتاج، وعناصر الاستهلاك، وعناصر التحلل، والعناصر الطبيعية غير الحية.
بالنسبة لعناصر الانتاج: فتتكون من النباتات الخضراء بكل أنواعها، من الطحالب الخضراء إلى الأشجار الضخمة اﻟﻤﺨتلفة، حيت تمتلك هذه النباتات القدرة على إنتاج غذائها بنفسها، فهي تمتص غازثاني أكسيد الكربون من الهواء، و تمتص الماء من التربة عن طريق جذورها، وتصنع منهما معا في وجود مادة الكلوروفيل وتحت تأثير أشعة الشمس، جميع أنواع المركبات العضوية التي تحتاجها، والتي تبني منها أجسامها مثل : المواد الكربوهدراتية والدهون والبروتينات وما إليها، وتعطي هذه الخاصية لهذه النباتات نوعا من الاستقلال عن كل ماحولها من كائنات، ولكنها مع ذلك لا تستطيع أن تستغني عن اعتمادها على العناصر الطبيعية غير الحية.
أما عناصر الاستهلاك فهي تتكون من الحيوانات بأنواعها اﻟﻤﺨتلفة، ولاتستطيع هذه الحيوانات أن تعد غذاءها بنفسها، ولكنها تعتمد على غيرها في إعداد هذا الغذاء، فيتغذى بعضها بالنباتات والأعشاب، ويتغذى بعضها الآخر من آكلات اللحوم بغيره من الحيوانات، وفي كلتا الحالتين تقوم هذه الحيوانات باستهلاك ما تنتجه عناصر الإنتاج.
وتشتمل عناصر التحلل: على كل ما يتسبب في تحلل، أو تلف مكونات البيئة الطبيعية المحيطة بها. ومن أمثلة هذه العناصر: البكتيريا، والفطريات، وبعض أنواع الحشرات التي تشترك في تحليل أجسام النباتات والحيوانات الميتة.وتساعد عناصر التحلل على إعادة جزء من المادة إلى التربة لتستفيدمنها عناصر الإنتاج، وتستخدمها مرة أخرى في تكوين الغذاء، وبذلك تتكررهذه الدورة مرة أخرى.
أما العناصر الطبيعية غير الحية فهي تشتمل على الماء والهواء بما فيهما من غازات الأكسجين والنتروجين وثاني أكسيد الكربون، وعلى ضوءالشمس بإشعاعاتها اﻟﻤﺨتلفة الحرارية وفوق البنفسجية، وبعض المواد المعدنية الموجودة في التربة، وبعض الأجزاء المتحللة من أجساد النباتات والحيوانات، وهي تدخل بصورة أو بأخرى في عمليات التوازن البيئي اﻟﻤﺨتلفة، وتشكل عاملا هاما بالنسبة ﻟﻤﺨتلف عناصر الإنتاج.وتوجد مثل هذه الأنظمة البيئية المتوازنة حولنا في كل مكان، ومن أمثلتها: البحيرات، والغابات، والبحار، فكل منها يمثل بيئة منفصلة قائمة بذاتها تعيش مكوناتها معا في توازن تام.وعادة ما يؤدي تغير الظروف المحيطة بإحدى هذه البيئات إلى حدوث تغير ما في الشكل العام لهذه البيئة، ولكن البيئة التي تحتوي على عدد متنوع من النباتات والحيوانات تستطيع عادة أن تقاوم مثل هذه التغيرات في حدود معينة، فلو أن أحد عناصر هذه البيئة ضعف، أو أصابه الاضمحلال نتيجة ظروف طارئة فإن الأنواع الأخرى أو العناصر الأخرى الموجودة في هذه البيئة ستستمر في مهمتها وتعمل على تعويض هذاالنقص الطارئ من توازن البيئة.والتوازن القائم بين مختلف عناصر البيئة توازن دقيق، و يمكن ملاحظته في كثير من الأشياء التي تقع حولنا. ويمكن أن نرى ذلك التوازن في دورةالكربون، فيقوم النبات بامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الهواء، ويستخدمه في صنع ما يحتاجه من غذاء، ويطلق في هذه العملية غازالأكسجين كناتج ثانوي، وتقوم عناصر الاستهلاك باستخدام غاز الأكسجين في عملياتها الحيوية، وفي الحصول على الطاقة اللازمة، وتطلق بدورها غاز ثاني أكسيد الكربون إلى الهواء لتستخدمه بعد ذلك عناصر الإنتاج مرة أخرى. كذلك يوجد مثل هذا التوازن في دورة النتروجين  فيقوم بعض البكتيريا بتثبيت غاز النتروجين الموجود في الجو، ويحوله إلى نترات.وتقوم بكتيريا التحلل كذلك بعمل مماثل، فهي تحلل أجساد النباتات والحيوانات الميتة، وبعض الفضلات الأخرى إلى أملاح النشادر ثم إلى النترات، وتستخدم النباتات هذه النترات، بعد أن تمتصها من التربة، لتصنع منها البروتينات وغيرها من المركبات.
وعندما تموت هذه النباتات والحيوانات تقوم أنواع أخرى من البكتيريا بتحليل أجسادها وينطلق منها النتروجين إلى الهواء لتعود الدورة مرة أخرى. ونحن نلاحظ مثل هذا التوازن في كثير مما حولنا من أشياء . ويبدو هذا التوازن كذلك في تحول بعض مياه البحار إلى مياه عذبة، فإن عمليات البخر، والتكاثف، وهطول الأمطار تعتمد على كثير من العوامل مثل: درجة الحرارة، والضغط الجوي، وسرعة الرياح.  وتسرب الماء في التربة المسامية إلى المياه الجوفية، وعودتها إلى الأنهار أو امتصاص جذور النباتات لها. وتعتمد كل هذه العناصر بعضها على بعض، ويقوم بينها توازن دقيق، فلو تغيرت درجة الحرارة قليلا، أو لو استنزفت المياه الجوفية بسرعة أكبر من السرعة التي تتسرب فيها مياه الأمطار إلى التربة، لنضبت هذه المياه، ولاختل هذا التوازن اختلالا تاما.

ومن الطبيعي كدالك أن هذه الزيادة الهائلة في أعداد الحيوانات لا تحدث في الطبيعة، فلا تزداد الحيوانات ولا النباتات بطريقة المتواليات الهندسية، ولكن تكاثرها يعتمد على كثير من العوامل الطبيعية، مثل: تقلبات الجو، ونقص الطعام، وانتشار بعض الأمراض، بالإضافة إلى الشعور الطبيعي الذي يوجد لدى بعض الحيوانات، ويجعلها تمتنع من الإنجاب عندما تشعر بزيادة أعدادها، وتدخل كل هذه العوامل ضمن عوامل التوازن الطبيعي للبيئة.
ويمثل الإنسان أحد العوامل الهامة في هذا النظام البيئي، بل هو يعتبر من أهم عناصر الاستهلاك التي تعيش على سطح الأرض، ولذلك فان الإنسان إذا تدخل في هذا التوازن الطبيعي دون وعي أو تفكير أفسد هذا التوازن تماما. 
فنسأل اللة تعالى ان يهدي جميع الشعوب لنهوض بالبيئة و المحافَََََضة عليها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق